ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد ان لااله الا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وأصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا / اما بعد:فلا شك ولاريب ان العلاج بالقرآن الكريم وبما ثبت عنى النبى صلى الله عليه وسلم هو علاج نافع وشفاء تام (قل هو للذين ءامنوا هدى وشفاء )(وننزل من القرآن ما هوشفاء ورحمة للمؤمنين) ومن هنا لبيان الجنس فان القرآن كله شفاء كما فى الآيه المتقدمه (يأيها الناس قد جاءتكم موعظه من ربكم وشفاء لما فى الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين )فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبيه والبدنيه وأدواء الدنيا والآخره وما كل أحد يؤهل ولايوفق فى الأستشفاء بالقرآن وأذا أحسن العليل التداوى به وعالج به مريضه بصدق وايمان وقبول تام واعتقاد جازم واستيفاء شروطه لم يقاومه الداء أبدا وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذى لو نزل على الجبال لصدعها أو على الأرض لقطعها فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان الا وفي القرآن سبيل الدلاله على علاجه وسببه والحميه منه لمن رزقه الله فلما لكتابه والله عز وجل قد ذكرفى القرآن أمرض القلب والأبدان وطب القلوب والأبدان فأما أمراض القلوب فهى نوعان :مرض شبهة وشك ومرض شهوة وغى وهو سبحانه يذكر أمرض القلوب مفصلة ويذكر أسباب أمراضها وعلاجها . وقال تعالى
أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ان فى ذلك لرحمة وزكرى لقوم يؤمنون ) قال العلامه ابن القيم رحمة الله : فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله ومن لم يكفه فلا كفاه الله . وأما أمراض الأبدان فقد أرشد القرآن الى أصول طبها ومجامعه وقوعده وذلك ان قوعد طب الأبدان كلها فى القرآن العظيم وهى ثلاثة: حفظ الصحة والحمية عن المؤذى واستفراغ المواد الفاسدة المؤذيه والاستدلال لذلك على سائر أفراد هذه الأنواع ولو أحسن العبد التداوى بالقرآن لرأى لذلك تأثيرا عحيبا فى الشفاء العاجل . قال الأمام ابن القيم رحمه الله تعالى :لقد مر بى وقت فى مكه سقمت فيه ولا أجد طبيبا ولا دواء فكنت وأعالج نفسى بالفاتحه فأرى لها تاثيرا عجيبا آخذ شربة من ماء زمزم وأقرؤها عليها مرارا ثم أشربه فوجدت لذلك البرء التام ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع به غاية الأنتفاع فكنت أصف ذلك لمن يشتكى ألما فكان كثير منهم يبرأ سريعا .وكذلك العلاج بالرقى النبويه الثابته من أنفع الأدويه والدعاء اذا سلم من الموانع من أنفع الأسباب فى دفع المكروه وحصول المطلوب فهو من أنفع الأدويه وخاصة مع الالحاح فيه وهوعدو البلاء يدافعه ويعالجه ويمنع نزوله أويحفظه اذا نزل الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء لايرد القضاء الا الدعاء ولايزيد فى العمر الا البر وكن ها هنا أمر ينبغى التفطن له : وهو ان الآياتو الأذكار والدعوات والتعوذات التى يستشفى بها ويرقى بها هى فى نفسها نافعه شلفيه ولكن تستدعى قبول وقوة الفاعل وتأثيره فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل او لعدم قبول المنفعل أو لمانع قوى فيه يمنع أن ينجح فيه الدواء : فان العلاج بالرقى يكون بأمرين أمر من جهة المريض وأمر من جهة المعالج فالذى من جهة المريض يكون بقوة نفسه وصدق توجهه الى الله تعالى واعتقاده الجازم بأن القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين .والتعوذالصحيح الذى قد تواطأ عليه القلب واللسان فان هذا نوع محاربة والمحارب لايتم له الأنتصار من عدوه الا بأمرين : أن يكون السلاح صحيحا فى نفسه جيدا وأن يكون الساعد قويا فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل فكيف اذا عدم الأمران جميعا :يكون القلب خرابا من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه ولا سلاح له. الأمر الثانى من جهة المعالج بالقرآن والسنه أن يكون فيه هذان الأمران أيضا ولهذا قال ابن التين رحمه الله تعاتلى : الرقى بالمعوذات وغيرها من أسماء الله هو الطب الروحانى اذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء باذن الله تعالى . وقد احمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط :1- أن تكون بكلام الله تعالى أوبأسمائه وصفاته أوكلام رسوله (ص) :2- أن تكون باللسان العربى أوبما يعرف معناه من غيره :3 - أن يعتقد أن الرقية لاتؤثر بذاتها بل بقدرة الله تعالى . والرقية انما هى سبب من الأسباب ولهذه الأهميه أخى وأختى القارئين هذه الرساله أو هذا الموضوع أرجوا منكم أن تتداو بالقرآن فأنه شفاء لما فى الصدور نفعنا واياكم بقرائته ان شاء الله : وأن شاء الله فى الموضوع القادم سوف اقدم لكم العلاج الالهى من السحر وآسف جدا على الأطاله عليكم مع تمنياتى لكم من قلبى بالتوفيق أن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته : أخيكم الفقير الى الله /على العجمى فى أمان الله وحفظه