كيف تختلف مع شريك حياتك: ليسمستغربًاأن نرى "زكريا" و"ثريا" يختلفان كثيرًا، فرفض كل منهما للاعترافبالفروقالفردية، وعدم استعداده للإقرار باختلاف وجهات النظر، من الأمورالشائعة فيالعلاقات الزوجية.
ولكنهذا لا يعني قبولالخلافات الكثيرة، فهذه الخلافات الكثيرة أمر غير صحي،بل ومخرب للعلاقةبينهما، ومن ثم لابد أن يتعلم كلاهما كيف يختلف مع الآخر.
فالإنسانحينيضع قطعة أثاث جديدة في المنزل، فإنه قد يرتطم بها عدة مرات قبل أنيتعلمأن يتجنبها كلما مر بها، ولكن الكثير من الأزواج قد لا يتعلمون منأخطاءالحوار والتخاطب بينهم، ونراهم يعيدون الخطأ يومًا بعد يوم وأسبوعًابعدأسبوع، ويحاول كل منهما الانتصار لموقفه والجدال مع الآخر، وربما جرحهمرةبعد أخرى، وبدل أن يتعلم فإنه يصبح أكثر سلبية، وربما ارتفع الصوتأكثروكثرت العبارات الجارحة.
وبدلأن يجلس الزوجانللحديث عن الصعوبات والمشكلات، يلجأ الواحد منهما إلىردود الأفعال والجدالبدون تفكير فيما يقول أو يفعل، ويحاول كل طرف أنيلجأ لأقصر الطرق للانتقاموكسب الانتصار، فإذا به يلجأ إلى الكلماتوالعبارات التي يعرف يقينًا منمواقف سابقة أنها ستزعج الآخر وتؤلمه.
حالة انسحاب:منالسهلعلينا نحن أن نعترف أن هناك بعض الأزواج يخاف من الاعتراف بوجودالاختلافاتوالفروق، كي لا يعرقلوا العلاقة بينهما، ولذلك يتجنب هؤلاء أيمنطقة توتر،عن طريق دفن الاختلافات ورفض رؤيتها، ولكن هل هذه الطريقة فيالحياةالزوجية هي الطريقة الأصوب؟
غالبًاأنها ليستالطريقة الصحيحة، ذلك أن تجاهل المشكلات والاختلافات ليس صحيًا،لسبب بسيطأنه مهما كان الرابط الزوجي قويًا، فإنه لابد من وجود بعضالفروق الفرديةوالاختلافات بين الزوجين، بل إن الزواج غالبًا يجمع بينفردين لكل منهماشخصيته وأفكاره وميوله وذوقه وعواطفه واحتياجاته وما يحبوما يكره.
(والأفضلمندفن هذه الفروق هو النضج والتكيف للتعامل معها بحكمة وموضوعية، إنالمشكلةالكبرى في هذا التجنب للاختلافات، أنه لا يقوم بأكثر من إخفاءالتوتر تحتالسطح، أو تأجيله إلى وقت آخر يظهر فيه، وربما بشكل آخركالانفجار العنيفوبشكل تصعب السيطرة عليه) [التفاهم في الحياة الزوجية، مأمون مبيض،ص(186)، بتصرف]، لأن كل من الزوجين يمر بحالة نفسية غريبة ليست عقلًا ولاجنونًا، وليست صحوًا ولا ذهولًا.
(وقديستمرهذا الأسلوب في التعامل بين الزوجين سنوات وسنوات، وهذا يؤدي إلىتآكلالأحاسيس الطيبة، ويقلل من رصيد الذكريات الزوجية الحلوة، ويزيد منالرصيدالسلبي المر، فيعتاد الزوجان على حياة خالية من المشاركة الزوجية،ويصبحالبيت فعلًا قطعة من الجحيم فتنطوي الزوجة على نفسها واهتماماتهاالخاصة،ويهرب الزوج من البيت، وتتسع الهوة، وكان من الممكن ألا توجد لوكان هناكأسلوب إيجابي للتفاهم)
[متاعب الزواج، عادل صادق، ص(178)].