[center]مغرورة جميلة..
تشتعل أنوثة بيني وبيني..
توقد نيرانها في كل حرف يكتبه قدري ..
وأنا رجل لا أملك سوى قلبٍ مفعمٍ بالسطور..
حبيبتي…اسم سألت قلبي عنه مراراً وتكررا ..
السؤال في شفتي حتى أصبح يطاردني صباح مساء..
هذه المرأة الساكنة في أصداف الخليج ..
وتاركة شفتاها لؤلؤة في بحري الأحمر الغربي..
وما بين الشرق والغرب أبقى مكتوف القلب..ومكتوف الأصابع ..
قد أكون أحمقاً لكثيرٍ من الوقت ..
حين حاولت مسك الأحلام بيدي…
وقد أكون غبيا لقليل من الوقت ..
حين أفكر للحظة أنك قد تتغيرين ..
لكنكِ حبيبتي لم تتركي لي فرصةً ..
كي أكون فيها واقعياً أبداً…
فأنتِ امرأة يحاصرني حرفها..
وتقاسيم وجهها الحلوة.. وأنغام صوتها العذب ..
وودندنات جسدها المغطى بالشيكولاتا والحليب….
أرى الرياح تشرب الخمر علانية .. في عينيها ,,
ولا تعرف أين تتجه ..
لا تستغربي إن قلت لكِ .. :
أن واقعيتي تنتحر على أرض أحلامك…
يسعدني أن أكون رجلا مسخراً لكِ أحياناً ..
وأحياناً اغضب من نفسي والومها ..
أغضب إن طلبت منكِ المستحيل…
.. فأنتِ فتاة ناضجة..
وأنا ليس بيدي سوى ..
القليل من المراهقة المتأخرة …
عجوزٌ متصابي يتكئ على عكاز امرأة طفولية ..
كي يسند قلبه المهترئ..
كل ما أعرفه .. ؟
أني وجدت نفسي أسير حروفك وعذب كلماتك..
قابلتك في بريدي الهادئ جدا.. من أقلام النساء ..
كنت خائفا من حروفك أن تنفجر في بؤبؤ عيني..
فأذوب في حرارتها …
فذوبتني وذوبتني ودوختني ..
عيناك طفالاي الصغيران . ..
كم حلمت أيتها الأنثى .. كم حلمت ؟
أيتها الأنثى التي تقرأني الآن ..
الأنثى الجالسة أمامي على سطرٍ من سطوري ..
لتحكي لطفليك قصة محمد والفتاة الحلوة حتى يناموا
أعذريني سيدتي ..
أعيش أحلاما أنسجها من خيوط الوهم..
تلقفت بريدك مرات ومرات كل صباح…
أقرأه وأرتشف قهوتي وأسرح بعيدا إلى عالم الأحلام…
أعرف أني كنت حالما لحدٍ لا أعرف إن كان معقولا أم لا ..
ولكنني كنت أشعر أن خلف هذا البريد ..
وخلف هذه الكلمات وخلف ارتشاف القهوة ..أنوثة متوارية…
تختبئ من نرجسيتي ومن غزلي وشهيتي للتقبيل ..
كان تواصلكِ معي دفئا غريبا من نوعه يجعلني أشعر بالبرد…
كم حاولت احتضانك لأدفئ بردي ..وبريدي ..
أغمضت عيني فترة طويلة .. من الزمن ..
كان بعدك هو سيد البريد ..
وكلما صحوت مـتاخرا ..
لم أجد أمامي إلا جملةً واحدة…
لا يوجد لديك رسائل
. . . !
انقطعنا…فانقطع الرجاء من السماء إلا من المطر..
كنت أكذب على نفسي رغم مراجعتي لبريدي يوميا ..
علّ رسالة أو حرفا يسقط منكِ سهواً ..
ولم يسقط منك أبدا ..
أدركت ساعتها .. أن غروري .. ورق أبيض فقط ..
فأتخذت قراري وأسقطت رسالة في بريدك ..
حاولت أن أبعثر حروفي في كل إتجاه ..
كي لا تحسنين قراءتها .. وتدركين جبن عواطفي ..
فوجدت نفسي قد رتبتها ونسقتها .. وأرسلتها ..
لم أستطع .. لم أقوى .. على حفظ ماء الوجه ..
كنت حين أرى اسمك تنطلق من فمي وأصابعي وحشتيني ..
ولا أعرف كيف حشرت هذه الكلمة في عنوان بريدي لك
.. ..
حين عدت بعد هجرك المتعمد ..
احسست أن الحبر عاد لدمي .. ..
وعاد للشعر بريقه ولمعانه.. وجنونه ومجونه
وأصبحت الحياة ملونة بموسيقى شرقية رائعة ..
إمتلأ الفراغ بجميع الجمل المفيدة..
ومن جديد ..
عاد صوتك الفيروزي المعتق بلهجة خليجية ..
يدوخني .. يلهب أعصابي .. ينتشر في أذني ..
وحين لمحت تقاسيم وجهك الشيرازي ..
قلت .. لا إله إلا الله ..
فلسحركِ نكهة الشيطان وطعم اليقين..
رأيت فيك ملامح صغيرتي جمانة ..
إستطعمت روعة .. عباءات الخليج .. والبرقع الذهبي ..
شممت رائحة القهوة العربية .. في وجنتيك ..
كان صدرك حدائق بابل المعلقة ..
ويداك محلقتان في الهواء الطلق ..
يستشعران الأنوثة القادمة من الريح ..
لم يتطاير لحظتها شعرك .. وجدائله البرنزية ..
كان ثابتا جدا .. وكانت عيناك تتطاير لتدرك ليلها ..
وشفتاك المطبقتان .. كانا يستجديان همسي ,..
كنتِ أنتِ الوحيدة التي اهتممت لأمرها..
نسيت كل علمٍ مؤنث على وجه الأرض ..
كنت موقنا أنك جذابة ورائعة
هروبك مني في كثير من الوقت هو شيء ما ..
بشكل خيانة القلب .. بطعم الفلفل الحار ..
كان أمرا لا أفهمه .. !!! لا أفهمه فعلا .. !
فبقدر ما أكون رجلا لوجودك بقربي ..
بقدر ما يتحطم الرجل داخلي لبعدك ..
والآن .. الآن .. هل أستطيع أن أسألك لماذا ؟
بالطبع لا .. لا أستطيع .. فقد حان وقت رحيلك من جديد ..
لكنني .. يا عذبة الهروب .. وشمس الغياب ..
لا أستحق أبدا .. هذا الكم الهائل من الغرور .. والهروب ..
فأنا رجل مؤدب جدا .. وعاشق جدا .. ومهذب المشاعر ..
وأنت إمرأة لا تجيد الترتيب والنظام ..
فمرة يتم غيابك اول الشهر .. وتعلن الأشواق صيامها ..
ومرة تظهرين آخر الشهر .. وأعلن الإفطار ..
وبين هذا وذاك يا سيدتي .. فقدت شهيتي للحب .. والأدب ..
وليس بيدي سوى أمرٌ واحد ..
أن أطردك ياساكنتي من داخل دمي ..
فعقود السكن الموثقة من شرايني باسمك..
سأمزقها .. على طريقة النصابين ..
فأنا رجل أحب مخالفة قانون الإسكان
أعلن الآن خروجي من بيتك ….
وأعلن حريتي .. وثورتي ..
ولا أبحث عن دبلوماسيتك المعهودة ..
وسأفتح خزائن بريدي .. لكل النساء والرجال ..
فليتك يا سيدتي .. تجيدين الحب كما تجيدين الأنوثة ..
أعرف جيدا .. أنها الفرصة السانحة ..
.. قد أتت إليك مهرولة ..
لتجنبك .. بضع أميال من الحرج ..
فلا تتحرجي مني .. فبعض مراهقتي المتبقي ..
يجعلني أجنبك كل هذا الحرج ..
المدمج في شفتيك .. كقرص عفى الدهر عليه ..
وخروجي من حقول حياتك المجهولة ..
قد حفظته في ذاكرة بريدي ..
بعد أن حوطته بعساكر الحماية المعلوماتية
إبقي كما أنت سيدتي ..
لا تتغيري .. أبدا .. دعي قلبك كما هو ..
فلو تغيرت يوما ستصابين بالحمى ..
فأنت إمرأة لا تعرف .. ما تريد .. !
ولا تدرك من إحساسها إلا ما تخفيه ..
وليس لها من الشجاعة .. سوى المجاملات ..
أنثاي الحبيبة ..
بقدر ما أحببتك .. وبقدر ما صنعت أنوثتك ..
أهنئك ..
فقد إستطعت ..
أن تخلقي مني إنسانا طموحا يوما ما ..
فوجدت الإنسان داخلي ..
في اللحظة التي تاه منك الإنسان
[/center]